الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

فوائد مختارة من كتاب " المواهب الربانية من الآيات القرآنية " للشيخ عبدالرحمن السعدي


فوائد مختارة من كتاب " المواهب الربانية من الآيات القرآنية " للشيخ عبدالرحمن السعدي

تأملات قرآنية




[١] {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} 
كل من كان في عبادة الله فهو في ذكر الله، ومن ترك منهيّا لله فهو في ذكر الله .المواهب الربانية ص ١٨


[٢] {أو على سفرٍ }

أعم من قوله " في سفر " ليدخل فيه من أقام في بلد أو برية ولم يقطع سفره، بل هو على سفر ، وإن لم يكن في سفر
المواهب الربانية ص١٤

[٣] { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ...}

فائدة من ذكر (بأنفسهن)لأن هذه المدة المحدودة للتربص مقصودة لمراعاة حق الزوج والولد ، ومع القصد لبراءة الرحم . فلا بد من أن تكون في هذه المدة منقطعة انظر عن الرجال ، محتسبة على زوجها الأول ، لا تُخطب ولا تتجمَّل للخطاب ، ولا تعمل الأسباب في الاتصال بغير زوجها .
#السعدي
المواهب الربانية
ص١٦


[٤] ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [النساء: ٣٢]


لا يمنع الله تعالى عبده شيئا إلا فتح له بابا أنفع له منه وأسهل وأولى 

السعدي 
المواهب الربانية ص٢٢

[٥] {بعد وصية يُوصى بها أو دين } النساء ١١

{ من بعد وصية توصون بها أو دين } النساء ١٢
{ من بعد وصية يوصين بها أو دين } النساء١٢
فاتفقت على إطلاق الدين وتقييد الوصية بحصول الإيصاء بها، 
وهذا يدل على أن الدَّين مقدم على حقوق الورثة وغيرهم مطلقا 
سواء وصى المدين بقضائه أو لم يُوصِ ، وسواء كان دَيْنا لله أو للآدميين ، وسواء كان به وثيقة أم لا ،
وأما الوصية فشرط الله في ثبوتها أن يوجد الإيصاء بها ... 

السعدي 
المواهب الربانية
ص٢٢


[٦] قوله تعالى ( إنما المشركون نجس )

يدل على أن قوله تعالى ( وطهر بيتي للطائفين ) عام لتطهيره من النجاسات الحسية والمعنوية .
المواهب الربانية 
ص ٢٩

[٧] (يوم يُحْمَى عليها في نار جهنم ) ولم يقل "تحمى في نار جهنم" ؛

ليدل على أنها مع حرارة نار جهنم تستعمل لها الآلات المحمية كالمنافيخونحوها فيضاعف حرها ، ويشتد عذابها .
ص ٣٠  

[٨] (فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم )

ذكر المفسرون أن ذلك لأنه إذا جاءهم الفقير السائل صعّر أحدهم بوجهه، فإذا أعاد عليه ولّاه جنبه ، فإذا ألحّ عليه ولّاه ظهره ،فاختصت هذه الثلاث لذلك جزاء وفاقا .
وظهر لي معنى أولى من هذا : وهو أن كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها ، وهي متضمنة لجهاته الأربع : الأمام والخلف واليمين والشمال . وهذه الوجوه التي يخرج منها الإنسان ، فلما منعوا الواجب عليهم منعا تاما من جميع جهاتهم ؛ جوزوا بنقيض مقصودهم ؛ فإن مقصودهم من المنع التمتع بتلك الأموال ، وحصول النعيم بها ، وخوف وحرارة فقدها لو بذلوها ؛ فصار المنع هو عين العذاب ، فَلَو أخرجوها وقت الإمكان لسلموا من كيها ، وفازوا بأجرها.
ص ٣٠ - ٣١ 



[٩] ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾
﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾
 [آل عمران: ١٧٢- ١٧٤]


نية العبد تقوم مقام عمله :

وإذا أحسن العبد في عبادة ربه ، ووطن نفسه على الأعمال الفاضلة الشاقة ؛ سهل الله له الأمور ، وهوّن عليه صعابها ، وربما انقلبت المخاوف أمنا ، وتبدلت المِحنة منحة ، وربما حصل من آثار ذلك خير الدنيا والآخرة .
وفي الآية دليل أيضا على أن الله يُحدث لعبده أسباب المخاوف والشدائد ليُحدث العبد التوكل على ربه ، والإخلاص والتضرع ؛ فيزداد إيمانه ، وينمو يقينه . 

ص٣٩- ٤٠ 

[١٠] ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ) 

العزم الذي مدح الله به خيار خلقه هو : قوة الإرادة وحزمها على الاستمرار على أمر الله ، والهمة التي لا تني ولا تفتر في طلب رضوان الله وحسن معاملته ،وتوطين النفس على عدم التقصير في شيء من حقوق الله .

النقص إنما يُصيب العبد من أحد أمرين :
إما من عدم عزمه على الرشد الذي هو الخير ، وإما من عدم ثباته واستمراره على عزمه ولهذا كان دعاء النبي ﷺ 
( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ) من أنفع الأدعية وأجمعها للخيرات ، فمن أعانه الله على نية الرشد والعزيمة عليها والثبات والاستمرار ؛ فقد حصل له أكبر أسباب السعادة . 

ص٤٢ 

[١١] (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )

فيها فضيلة التأدب بالآداب الشرعية ، وأنها رفعة عند الله ، ولو ظنها الإنسان منقصة .

[١٢] الظاهر أن قوله تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )

تفسير لقوله تعالى ( لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) 
فالسماء منها مادة الأرزاق، والأرض محلها وموضعها.

ص ٤٣ 

[١٣] (وإن يتفرقا يُغنِ الله كلا من سعته)

اذا انغلق عليه باب وسبب من الأسباب التي قدّرها الله لرزقه ، فلا يتشوش لذلك ، ولا ييأس من فضل الله ، فيرجو الذي أغلق عليه هذا الباب أن يفتح له بابا من أبواب الرزق أوسع وأحسن من الباب الأول .
بتصرف 
ص ٤٥ 

(يغن الله كلا من سعته) ولم يقل يُغنها ، مع أن السياق يدل عليه، لئلا يتوهم اختصاصها بهذا الوعد، وإنما الوعد لها وله، 

فائدة : من انقطع رجاؤه من المخلوقين ، ومن كل سبب ، واتصل أمله بربه ، ووثق بوعده ، ورجا بره ، فإن الله يغنيه ويقنيه ، 
ص٤٥

 [١٤]﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٠]


سعي الإنسان في دفع أسباب التهمة السيئة عن نفسه والعار والفضيحة ليس بعار، بل ذلك من سيماء الأخيار . 
ص ٥٢ 

[١٥] {وتوكّل على الحي الذي لا يموت }

إذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت ؛ أحيا الله له أموره كلها ، وكفلها وأتمّها . 
ص ٥٢

[١٦] {وإنه لذكر لك ولقومك }

من قام بالقرآن وتذكر به كان رفعة له ، وشرفا وفخرا ، وحسن ذكر وثناء .
ص ٥٣

[١٧]يارب :

أغلب أدعية القرآن مصدرة بالتوسل إلى الله بربوبيته ؛ لأنها أعظم الوسائل على الإطلاق التي تحصل بها المحبوبات وتندفع بها المكروهات . 
ص ٥٦

[١٨] {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }

هذا سؤال منه بحاله ، والسؤال بالحال قد يكون أبلغ من السؤال بلسان المقال .
ص٦٥

[١٩] {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}

الإخلاص لله تعالى من أعظم الأسباب لعون الله للعبد على جميع أموره ، ولثبات قلبه ، وعدم إنزعاجه عند المقلقات والشدائد .
ص ٧٠

[٢٠] المؤمن حقا :

 هو الذي ينظر إلى قدر الله وقضائه ، وماله من العزة والقدرة ، ويعلم أن هذا لا تعارضه الأسباب وإن عظمت ، وأن نمو الأسباب ونتاجها متحقق إذا لم يعارضه القدر ، فإذا جاء القدر اضمحل عنده كل شيء ، ولكن الأسباب محل حكمة الله وأمره . 
ص٧٢

[٢١] {كل نفس بما كسبت رهينة ، إلا أصحاب اليمين}

عمل الإنسان إما أن يكون سببا لارتهانه أو سببا لخلاصه ، بل الأصل أن الإنسان في حبس ، وأن عمله سيُرتهن ، لأنه ظلوم وجهول طبعا ، إلا من خلّصه الله من هذا ، ومنّ عليه بالصبر وعمل الصالحات . 

ص ٨٢ 

[٢٢] {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علمؤا بني إسرائيل }

تدل على أن أهل العلم بهم يُعرف الحق من الباطل ، والحلال من الحرام ، فهم الوسائل بين الله وبين عباده ، ولهذا استشهد الله بهم على التوحيد وعلى النبوة ، وعلى صحة القرآن .
ص٨٥

[٢٣] {وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به }

بحسب إيمان العبد يزداد إيمانه عند تلاوة كتاب الله والحكمة ، 
وهذا أعلى ما يكون من الإيمان ، فإنه إيمان عن أكبر البراهين ، 
وإيمان عن بصيرة ، لا كإيمان ضعفاء المؤمنين ، 
الناشئ عن العادات والتقليد ، الذي هو عرضة للعوارض والعوائق . 
ص٨٩ 

[٢٤] ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ [البقرة: ٢٦]


من صفات المؤمنين الجليلة :
أن الله يهديهم إلى الحق في المواطن المشتبهات ، وللصواب في محالّ المتاهات التي لا تحتملها عقول كثير من الناس ، ويزدادون إيمانا ويقينا في المواضع التي يزداد بها غيرهم ريبا وشكا . 
ص ٩٨


[٢٥] كمال العبد في تمام النعمتين : نعمة الدين ، ونعمة الدنيا ، فبهما تحصل السعادة العاجلة والآجلة .

قال تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم }
وقال { وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله }
وقد تضمن هذه الأمور الأربعة الدعاء الذي ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه كان يدعو بهذا الدعاء 
( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ).

[٢٦] ﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ [الكهف: ٥]

أبطل به قول من زعم أن لله ولدا من أربعة وجوه:
١. أنه قول بلا علم ؛ والمعلوم أن القول بلا علم من أعظم المختلقات . خصوصا في أعظم المسائل وهي التوحيد .
٢. أنها كلمة عظيمة شنيعة جدا لأنها متضمنة لشتم رب العالمين وسبه .
٣. أن قولهم هذا هو الكذب الصراح .
٤. ما يحصل به من مجموع هذه الأوجه ، فإن الهيئة الاجتماعية يحصل منها أثر ودلالة غير ما حصل لكل وجه على انفراده.
بتصرف 
ص١٠٣-١٠٤

[٢٧] (اللطيف ) 

من لطفه بعباده المؤمنين أنه يتولاهم بلطفه ، فيخرجهم من الظلمات إلى النور ، من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة .
ص١٢٠

[٢٨] ومن لطفه :

 أنه يرحمهم من طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء ، التي هذا طبعها وديدنها ، فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى ، ويصرف عنهم السوء والفحشاء . فتوجد أسباب الفتنة ، وجواذب المعاصي ، وشهوات الغي ، فيرسل الله عليهما برهان لطفه ، ونور إيمانهم الذي منّ به عليهم ، فيدعونها مطمئنين لذلك ، منشرحة لتركها صدورهم . 
ص ١٢٠- ١٢١

[٢٩] ومن لطفه بعباده :

 أنه يقدر أرزاقهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم ، فقد يريدون شيئا وغيره أصلح . فيقدر لهم الأصلح وإن كرهوه 
( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء) 
بتصرف ، ص ١٢١

[٣٠] ومن لطفه :

 أنه يقدر عليهم أنواع المصائب ، وضروب المحن والابتلاء بالأمر والنهي الشاق ؛ رحمة بهم ولطفا ، وسوقا إلى كمالهم وكمال نعيمهم . 
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) 
ص١٢١

[٣١] ومن لطفه : 

أن يأجره على أعمال لم يعملها بل عزم عليها ، فيعزم على قُربة من القرب ثم تنحل عزيمته 
لسبب من الأسباب فلا يفعلها .

ص ١٢٦

[٣٢] ومن لطفه :

 أن يُقيّض لعبده طاعة أخرى غير التي عزم عليها ، هي أنفع له منها ، فيدٓعُ العبد الطاعة التي ترضي ربه لطاعة أخرى هي أرضى لله منها .
ص١٢٦

[٣٣] من لطفه :

أن يُقّر الله خيرا وإحسانا من عبده ، ويُجريه على يد عبده الآخر، ويجعله طريقا إلى وصوله للمستحق، فيثيب الله الأول والآخر .
ص١٢٧

........................

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مثاني القرآن 2015 ©